ومن زعم أننا كذا وكذا وندعو إلى إحراق الكتب ونحو ذلك، فهو أكذب من روث حمار الدجال. فها نحن قد ترجمنا بلوغ المرام و سيرة النووي الذي كتبه الذهبي، و الأربعين، وهو موجود في المكتبات و الجامعات، ولا عيب.

وهؤلاء زعموا أنهم يدافعون عن العلماء ويحذرون من تبديعهم! وهم الذين كفروا العلماء و قالوا: "والذي نعتقده أن بن باز كافر" و "والآن أعتقد أنه عالم كبير ضال، بالإضافة إلى ضلالته أعتقد أنه خرج من الإسلام" و "لا نريد ذلك، لا نريده على الإطلاق من صرصور صغير مثل بن باز".

وقالوا أيضا: "وبعد كل هذه الأدلة القوية، وضع موزتي العثيمين".

ثم قالوا: الناس ظلمونا بالألقاب ونسبونا إلى فرق! وهم الذين يقولون "المدخلي" و "السلولي" و "منديل السلطان".

ثم قالوا: احذروا من الجواسيس و استخبارات الشرطة الذين ينشرون أسماء ومعلومات الإخوة والأخوات! وهم الذين نصبوا القنوات العامة ليعلنوا أسماء مخالفيهم.

ثم قالوا: هؤلاء ليس عندهم احترام ولا أدب ولا أخلاق! وهم أفحش الناس و أشتمهم و أفجرهم في الكلام.

ثم قالوا: نريد ونستحق الإنصاف والعدل! ولا يهمهم ذلك في حق غيرهم.

وقد روى البخاري في كتاب المظالم، عن عبد الله بن عمرو، رضي الله عنهما عن النبي ﷺ قال: أربع من كن فيه كان منافقا، أو كانت فيه خصلة من أربعة كانت فيه خصلة من النفاق، حتى يدعها؛ إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر.

وقال تعالى: سيعلمون غدا من الكذاب الأشر.

وأخيرا، نقول للأخ المتعلم، الطالب للحق: اعلم رحمك الله، أن المسألة الحقيقية عند هؤلاء الرويبضة المتناقضين، الذين يبغضون الأثر وأهله، ليست مسألة النووي البتة، ولا إمامته ولا هل هو أشعري ولا الترحم عليه ولا الأدب ولا الإنصاف، كلا، كل ذلك زور و تلبيس. بل أقسم بالذي على العرش استوى، إنما يفرون هؤلاء معرضين من موضوع العقيدة و منهج السلف - كأنهم حمر مستنفرة، فرت من قسورة، - لأنهم يعرفون حق المعرفة أن لو تكلم به، لفضحت ودمرت دعوتهم الحركية المادية العقلانية العارية من تنزيه الله، ويرى الناس ضلالات مقدسيهم كسادة أقطابهم و أعلى أجلائهم، كما يرون القمر ليلة البدر. فلذلك يوالون و يعادون عليها، ويتعاونون فيما اتفقوا عليه، ويعذروا بعضهم بعضا فيما اختلفوا فيه، ويجوز لهم ما لا يجوز لغيرهم، ويقولون ما لا يفعلون. والغاية عندهم تبرر الوسيلة. بل دينهم كله غاية، لا دين لهم سواها. وإذا سقط حركتهم، سقط دينهم، أو تحولوا إلى حركة أخرى. فلا يغرنكم بالله الغرور. ولا تأسوا على قوم هالكين. فلما عرفوا مذهب السلف الصالح فيما نقل عنهم الثقات، نبذوه وراء ظهورهم وقالوا: "‌وإن ‌كنت ‌لا ‌أقول ‌به ‌ولا ‌أختاره!" و "لا سلف بعد الواقع!" و "كل المصايب هي السلف!". وما قدروا الله حق قدره، والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه. كل شيء هالك إلا وجهه، له الحكم وإليه ترجعون.

ونقول للعاند على حركيته: هل تنقمون منا إلا أن آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل من قبل وأن أكثركم فاسقون. إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم ويغفر لكم والله غفور رحيم. أعرض عن هذا، إنه قد جاء أمر ربك. (وقد قال جل جلاله:) ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون. فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون. ويلك آمن. موتوا بغيظكم. لستم على شيء، حتى تقيموا ما أنزل إليكم من ربكم، وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا. إني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله. والسلام على من اتبع الهدى.

—  روابط  —